📘 قراءة كتاب إسلامية لا وهابية الفصل الرابع 2 أونلاين
يقول الدكتور محمد فتحي عثمان:
« وقيض الله للانتصار لعقيدة التوحيد الصحيحة (دعوة) و (حركة) تهز عامة الناس وعلماءها وحكامها جميعاً على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- (1115-1206هـ/1703-1791م)... وكانت هذه (الحركة) الواسعة العميقة الفعالة هي خصيصة الرجل وميزته بين الدعاة إلى عقيدة السلف من علماء الحق ومعلمي الخير الذين طالما نادوا بإصلاح العقائد والأقوال والأعمال كم من المصلحين دعوا مثل هذه الدعوة... فما السبب في نجاح الدعوة الوهابية دون الأخرى؟ السبب في هذه ما أحاط بالدعوة الوهابية من ظروف لم تتهيأ لغيرها. فقد اضطهد في بلده (العيينة) واضطر أن يخرج منها إلى (الدرعية مقر آل سعود، وهناك عرض دعوته على أميرها محمد بن سعود فقبلها، وتعاهدا على الدفاع عن الدين الصحيح ومحاربة البدع ونشر الدعوة في شبه جزيرة العرب باللسان عند من يقبلها وبالسيف عند من لم يقبلها »( ).
* ويقول العقاد:
« فالنهضة في مصر بدأت عند أوائل القرن التاسع عشر. ولكنها بدأت في الجزيرة العربية قبل ذلك بنحو ستين سنة بالدعوة الوهابية التي تنسب إلى الشيخ محمد ابن عبدالوهاب، وبدأت نحو هذا الوقت في اليمن بدعوة الإمام الشوكاني صاحب كتاب « نيل الأوطار »، وكلاهما ينادي بالإصلاح على نهج واحد: وهو العود إلى السنن القديم ورفض البدع والمستحدثات في غير هوادة، وإنما تسامع الناس بحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وظلت الدعوة الشوكانية مقصورة على قراءة كتب الفقه والحديث؛ لأن الوهابيين هدموا القباب والأضرحة في الحجاز واصطدموا بجنود الدولة العثمانية في إبان حربها مع الدولة الأوربية التي اتفقت على تقسيمها، مثل هذا الاصطدام قد أودى بدولة علي بك الكبير في مصر فانتقض عليه أعوانه وتمكن منه حساده بعد محالفته لروسيا في حرب الخلافة الإسلامية.
ولم تذهب صيحة ابن عبدالوهاب عبثاً في الجزيرة العربية ولا في أرجاء العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، فقد تبعه كثير من الحجاج وزوار الحجاز وسرت تعاليمه إلى الهند والعراق والسودان وغيرها من الأقطار النائية، وأعجب المسلمين أن سمعوا أن علة الهزائم التي تعاقبت عليهم إنما هي في ترك الدين لا في الدين نفسه، وأنهم خلقاء أن يستجدوا ما فاتهم من القوة والمنعة باجتناب البدع والعودة إلى دين السلف الصالح في جوهره ولبابه »( ).
ويقول الحسن بن علي آل عايض ( ) في رسالة لـه إلى الحسين بن علي شريف مكة، مفنداً ما رمى به ابن سعود (الملك عبدالعزيز -رحمه الله-) وعلماء الدعوة من أوصاف مشينة:
« وإن أمر ابن سعود ليس كما وهمت في رسالتك أنه أعرابي يقود أجلافاً طعامهم الجراد، من ضئضئي ذي الخويصرة، وأن دياره ديار فتن، وعلماءه غلاة يكفرون من لم يدخل في طاعته ويستبيحون مالـه ودمه، وينظرون إلى ما سواهم نظرة الازدراء، وأنه من ولد مسيلمة الكذاب.. وأن حولـه بني حنيفة وبني تميم، إلى آخر ما ذكرت، ولكن الأمر خلاف ذلك، فأكثر من حولـه من قحطان، وهي قبائل ذات بأسٍ ومنعةٍ، ولها أخلاقٌ، ودين تدافع في سبيله ».
ثم قال: « وأما علماء نجد فإن لنا بهم صلة إذ كانوا يأتون عسيرا ويتصلون بأبي وعمي، وكنا نحضر دروسهم ونحن صغار، فنعم الرجال هم، فإنهم شديدون في ذات الله، وليس لديهم مواربة، فلو علموا أن عبدالعزيز قد وضع يده مع الإنكليز في معاهدة ضد العثمانيين لوقفوا في وجهه وكفَّروه
نوع الكتاب : doc.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات doc
يمكن تحميلة من هنا 'http://www.microsoftstore.com/store/msmea/ar_EG/pdp/Office-365-Personal/productID.299498600'