📘 قراءة كتاب ابن تيمية والتصوف (ط. دار ابن الجوزي) أونلاين
اقتباسات من كتاب ابن تيمية والتصوف (ط. دار ابن الجوزي)
كان شيخ الإسلام ملتزمًا في موقفه من التصوف والصوفية بالقواعد الأساسية في اجتهاداته فمن حيث النهج التاريخي، يضع الأصل في البحث الاقتداء بالصحابة فالتابعين فهمًا للحديث ((خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) ومن استمسك بعدهم بالمنهج الإسلامي الصحيح عقيدة وعبادة وسلوكًا وأخلاقًا.
وكلما بعد الزمن، كلما قل عدد الصحابة والتابعين، فبدأت البدع في الظهور تدريجيًا، لأن نور النبوة في الأصل كان بمثابة الشمس الساطعة التي طمست الكواكب، عاش السلف فيها برهة طويلة ثم حجب بعض نور النبوة.
وعلى أثر أحداث الفن برزت الخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة - كما أسلفنا - فوقف في وجهها بعض الصحابة لمجابهتها وبيان أخطائها وهم على سبيل المثال عبدالله بن عباس 86هـ وعبد الله بن عمر 73هـ وأبو سعيد الخدري 94 هـ.
وفيما يتعلق بالتصوف، فإن ابن تيمية قرنه بالرأي وعلم الكلام كألوان من البدع لم تعرف لدى القرون الأولى - مرجعًا ظهورها إلى عاملين: الأول: ظهور سلطان الموالي من غير العرب لا سيما القرس، والعامل الثاني: ترجمة كتب الفرس والروم والهند.
ومع هذه النظرة التاريخية، فإن له منهجه الموضوعي أيضًا في دراسة التصوف فإنه يضع علم النبوة في قمة العلوم جميعًا لأنه العلم بالإيمان والقرآن، ثم حدث الانقسام بعد ذلك إلى دوائر الفقه والحديث وأعمال القلوب، وأخذ علماء المسلمين يجتهدون كل في مجال، وما من أحد ممن أسماهم إلا ولـه - في رأيه - من الآراء والأفعال ما لا يتبع عليها مع أنه لا يذم عليها- أي أن ضرورة الاقتداء بالطريقة النبوية هو الأصل والأساس لأنه لا عصمة إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.
ويقول في عبارة جامعة:
من بنى الإرادة والعبادة والعمل والسماع المتعلق بأصول الأعمال وفروعها من الأحوال القلبية والأعمال البدنية على الإيمان والسنة والهدي الذي كان محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه عليه، فقد أصاب طريق النبوة.
ومن الملاحظات الدقيقة المعبرة عن الحقيقة التي وجدناها عند المستشرق الفرنسي (لاووست) للصوفية بقوله:
وتمارس الصوفية على اختلاف أشكال تطرقها نشاطاً هو بمثابة معول هدم للمذهب السني، فقد تسللت إلى الإسلام عن طريقها مؤثرات مسيحية، وأمام انتشار نظام الرهبنة لم يعد الإسلام نظامًا سياسيًا، وتحول مفهوم الدين عن حقيقته الاجتماعية، وأصبح المثل الأعلى في نظر المؤمن هو الانقطاع عن الدنيا لعبادة الله تأملًا ومناجاة، وبالتدريج تحولت الحركة السنية المجاهدة في أوائل عصر المماليك إلى سنية هادئة هابطة متمسكة بالطقوس، ازدهرت في ظل حكم اخر أمراء المماليك البحريين ومع بداية عهد الشراكسة، وبعد أن كان ((الجهاد)) في الأصل أعظم الأعمال الشرعية لأنه يقتضي من كل فرد أكبر جهد ومن الجماعة أكبر قدر من التضامن والترابط، أصبحت أفضل الأعمال هي هروب الفرد من المجتمع وممارسته التوبة والندم عن طريق الصلاة والصوم والخلوة، والحقبة التي تعنينا في هذا البحث هي الفترة التي تحولت فيها السنية إلى شكلها الثاني، مما فرض على ابن تيمية واجب التوضيح والتحديد لمعنى ((الورع) في مفهوم الدين، وهو ما يطلق عليه رجال الصوفية لفظ ((العبادة))
في هذا الكتاب الهام يحدثنا المؤلف مصطفى حلمى عن مدرسة ابن تيمية وموقفها من التصوف، فيبدأ المؤلف بالحديث عن المدرسة السلفية ويعرض لنا بشكل مجمل رأي ابن تيمية في التصور وكيف يرى تطوراته على مر التاريخ، وفي الفصل الثاني من الكتاب يعرض لنا الزهاد الأوائل ويضم إليهم الصحابة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أبي الدرداء وأبي ذر وسلمان الفارسي، ويعرض لنا مدارس الأمصار، فيبدأ بالمدينة ثم مدرسة مكة، ثم مدرسة الكوفة ثم البصرة، والشام، وبغداد وغيرها من البلاد، وفي كل بلد ظهر أحد أسلافنا ففي بغداد على سبيل المثال ظهر أحمد بن حنبل، ثم ينتقل المؤلف في الفصل الثالث ليعرض لنا موقف ابن تيمية من النظريات الصوفية، مثل الحلول والنظرية الجبرية والولي أفضل من النبي وغير ذلك من المسائل، وفي الفصل الرابع حدثنا عن الاتجاهات الروحية لابن تيمية.
- هذه الطبعة بها بعض التعديلات ابن تيمية والتصوف (ط دار ابن الجوزي) من الرد على الصوفية
سنة النشر : 2005م / 1426هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 6.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة:
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني و يمكنك تحميله من هنا:
شكرًا لمساهمتكم
شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:
قبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'