أبو بكر بن محمد تقي الدين
ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة ببلدة الحصن ببلاد الشام ثم قدم دمشق ودرس علي أيدي شيوخها وتخرج بهم وسكن المدرسة البادرائية واشتغل بالتدريس وكان خفيف الروح منبسطا له نوادر ويخرج للتنزه ويحض تلاميذه على شيء من الانبساط واللعب.❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار (ت: الأنصاري) ❝ الناشرين : ❞ دار البشائر الإسلامية ❝ ❱تم إيجاد له: كتاب واحد.
وتزوج عدة نساء ثم انقطع وتقشف وانجمع، وكل ذلك قبيل القرن، وسكن الشيخ بحيّ الشاغور بدمشق عند مسجد (المزاز) عدة سنين بعد الفتنة- فتنة تيمور لنك- حتى وفاته، وكان قد ازداد بعد الفتنة تقشفه وانجماعه وكثرت مع ذلك أتباعه حتى امتنع من مكالمة كثير من الناس وصار يطلق لسانه في القضاة وأصحاب الولايات. قال الغزي: «وعمل في آخر عمره مواعيد بالجامع الأموي وهرع إليه الناس وكنت من جملة من سمعه، ويتكلم بكلام حسن مقبول منقول عن السلف الصالح» أهـ. من (بهجة الناظرين) له، ويقول عنه في موضع آخر: «وكان – رحمه الله – عليه من المهابة والأنس الكثير« ويقول ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية) له 4/98: » وله في الزهد والتقلل من الدنيا حكايات لعل أنه لا يوجد في تراجم كبار الأولياء أكثر منها، ولم يتقدموه إلا بالسبق في الزمان»أهـ. ويصف الإمام السخاوي حياته في (الضوء اللامع ) فيقول: «و تزوج عدة ثم انحرف قبل الفتنة عن طريقته و أقبل على ما خلق له و تخلى عن النساء و انجمع عن الناس مع المواظبة على الاشتغال بالعلم و التصنيف، ثم بعد الفتنة زاد تقشفه و زهده و إقباله على الله تعالى و انجماعه و صار له أتباع و اشتهر اسمه و امتنع من مكالمة كثيرين لا سيما من يتخيل فيه شيئاً و صار قدوة العصر في ذلك و تزايد اعتقاد الناس فيه و ألقيت محبته في القلوب و أطلق لسانه في القضاة، و حط على التقي بن تيمية فبالغ و تلقى ذلك عنه طلبة دمشق و ثارت بسببه فتن كثيرة، و تصدى للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مع مزيد احتقاره لبني الدنيا و كثرة سبهم حتى هابه الأكابر، و انقطع في آخر وقته في زاوية بالشاغور و كتب بخطه الكثير قبل الفتنة، و جمع التصانيف المفيدة في الفقه و التصوف و الزهد وغيرها» أهـ.
و قال في موضع آخر: «و كان يتعصب للأشاعرة و أصيب سمعه و بصره فضعف و شرع في عمارة رباط داخل (باب الصغير) فساعده الناس بأموالهم و أنفسهم ثم شرع في عمارة خان السبيل ففرغ في مدة قريبة، زاد غيره أنه لما بناه باشر العمل فيه الفقهاء فمن سواهم حتى كان الحافظ ابن ناصر الدين كثير العمل فيه مع أنه ممن كان يضع من مقداره لرميه إياه باعتقاد مسائل ابن تيمية، و كراماته كثيرة و أحواله شهيرة، ترجمه بعضهم بالإمام العلامة الصوفي العارف بالله تعالى المنقطع إليه زاهد دمشق في زمانه الأمّار بالمعروف النهّاء عن المنكر الشديد الغيرة لله و القيام فيه الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم و أنه المشار إليه هناك بالولاية و المعرفة بالله» أهـ (الضوء اللامع) 11/81 فما بعدها.
و ذكر ابن خطيب الناصرية في (الدر المنتخب) عنه أنه كان آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، شديد الغيرة لله، لا تأخذه في الحق لومة لائم؛ حتى كانت المراسيم الشريفة ترد عليه من السلطان: بأن لا يعترض عليه، و لا يخالفه في أمر بمعروف، و لا نهي عن منكر. و هاك طرفا من النماذج الناطقة بإنكاره على المنكر و أصحابه:
أ- يقول في كتابه (قمع النفوس): «و قد آن لنا أن نذكر صفات أمرائنا وما هم عليه من الأمور المظلمة والأفعال الخبيثة» مخطوط ص 106.
ب- و يقول في كتابه (كفاية الأخيار) في باب الصوم:
«و من المصائب العظيمة ما يصنعه الظلمة من تقليد الظالم و أخذ الأموال بالباطل ثم يصنعون بذلك شيئاً من الأطعمة يتصدقون به فيتعدى شؤمهم إلى الفقراء. و أعظم من ذلك مصيبة تردد فقهاء السوء و صوفية الرجس إلى أسمطة هؤلاء الظلمة ثم يقولون هو يشتري في الذمة؟ و أيضاً تكره معاملة من أكثر ماله حرام، و الذي في شرح مسلم أنه حرام. و فرض المسألة في جائزة الأمراء و لا فرق في المعنى فأعرفه، و لا يعلم هؤلاء الحمقى أن في ذلك إغراء على تعاطي المحرمات، و يتضمن مجالسة الفسقة: و هي حرام على وجه المؤانسة بلا خلاف، و قد عدّها جمع من العلماء من الكبائر، و نسبه القاضي عياض إلى المحققين و هم على ارتكاب ذلك لا ينهونهم عن منكر و ذلك سبب إرسال المصائب على الأمم بل سبب هلاكهم ولعنهم على لسان الأنبياء وقد نص على ذلك القرآن العظيم ولهذا تتمة مهمة في كتابنا (قمع النفوس) و الله أعلم».
وفاته
توفى سنة 829هـ يقول الإمام السخاوي: مات بعد أن ثقل سمعه و ضعف بصره في ليلة الأربعاء منتصف جمادى الثانية سنة تسع و عشرين بدمشق و حملت جنازته على أعناق الأكابر
و كان يوما عظيما ما تخلف عنه أحد من أهل دمشق حتى الحنابلة مع شدة قيامه عليهم و التشنيع على من يعتقد ما خالف فيه ابن تيمية الجمهور، هذا مع فوات الصلاة عليه لكثيرين
لكونه أوصى أن يخرج به بغلس و لكنهم ذهبوا إلى قبره و صلى عليه غير مرة و أول من صلى عليه بالمصلى ابن أخيه شمس الدين ثم ثانياً عند جامع كريم الدين و دفن هناك و ختم على قبره ختمات كثيرة.
📚 🏆 عرض أشهر كتب لـ أبو بكر بن محمد تقي الدين:
كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار (ت: الأنصاري) PDF
قراءة و تحميل كتاب كفاية الأخيار في حل غاية الإختصار (ت: الأنصاري) PDF مجانا
مناقشات واقتراحات حول صفحة أبو بكر بن محمد تقي الدين: